أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: [email protected]

مختارات

- الغارة على الأسرة المسلمة (8) هكذا كوني ... أو لا تكوني

خطبة الجمعة ليوم 1 ربيع الثّاني 1425 هـ / 21 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فاليوم نضع رحالنا عند آخر محطّة من هذه السّلسلة المباركة في الحديث عن المرأة المسلمة، بعد أن رأينا أهمّ وسائل ثباتها، وأعظم ما تقاوم به أعداءها.

اليوم نودّعك أيّتها الأخت المسلمة بكلمات نزفّها إليك، تسبغ جلباب العزّة عليك:

إليك حملنا القلب خفّاقا *** وكسونا كلماتنا نورا وإشراقا 

نودّعك على أمل أن تكوني مرابطةً على ثغور الإسلام، مصابرة لأعداء الله اللّئام ..

ولنجعل موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله بعنوان:" المرأة الّتي نريد "، أو:" هكذا كوني .. أو لا تكوني"..

- الغارة على الأسرة المسلمة (7) حصـاد الإعـلام

يوم 18 ربيع الأوّل 1425 هـ/ 7 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

أيّها المؤمنون والمؤمنات.. فقد سبق أن ذكرنا أنّ الحديث عن المرأة المسلمة لا بدّ أن يطول ويطول، وأنّ الجميع لديه فيه ما يقول، كيف لا، وهي حامية البقاع، وحارسة القلاع ؟ كيف لا، وهي تتعرّض لغزو الكفرة بالعشيّ والإبكار، ومخطّطات الفجرة باللّيل والنّهار ؟ كيف لا نطيل الحديثَ عنها لتستمع إلينا قليلا، وقد استمعت إلى غيرنا زمنا طويلا ؟

ورأينا أن يكون موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله تعالى يتناول سلاحا من أعظم الأسلحة المدمّرة لبيوت المسلمين .. وسبيل من أخطر السّبل على قلوب المؤمنين .. سلاح تُستعْمر به العقول قبل الحقول .. وتُسلب به قلوب العباد قبل خيرات البلاد .. ضحيّته لا يعدّ شهيدا في سبيل الله، ولكن يعدّ طريدا من رحمة الله .. ذلكم هو " الإعـلام ".. وما أدراك ما الإعلام ؟!

هذا ما سنبيّنه بإذن الله تعالى في نقاط مهمّات:

- الغارة على الأسرة المسلمة (6) عمل المرأة: حلول وضوابط

خطبة الجمعة ليوم 4 ربيع الأوّل 1425هـ / 23 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا السّادس معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات للحديث عن موضوع المرأة المسلمة، وما يُكاد لها في وضح النّهار، وهو ما أردنا أن نسمّيه بـ" الغارة على المرأة المسلمة "..

رأينا تاريخ هذا الغزو، وبعض أساليبه، وكيف لنا أن نقاوم هذه الأساليب ؟ وكيف نحمي المرأة من هذه الألاعيب ؟ وكان آخر ما رأيناه هو الحديثَ عن شروط خروج المرأة المسلمة، سواء كان خروجها إلى المسجد، أو إلى غيره.

ولكنّ كثيرا من نسائنا يرون ضرورة الخروج إلى العمل، وهنّ أصناف في ذلك: من تخرج لتلبية رغباتها، أو تخرج لقضاء حاجاتها، أو تخرج لأنّها حُرمَت ممّن يغار عليها.

فرأينا أن يكون حديثنا اليوم إن شاء الله تعالى عبارةً عن ثلاثة نداءات: نداء إلى المرأة نفسها، ونداء إلى ولاة الأمور، ونداء يوجّه إلى الرّجل.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا آذانا صاغية، وقلوبا واعية، وأن لا تكون هذه النّداءات كصرخة في صحراء.

- الغارة على الأسرة المسلمة (5) فضائل الحجاب وشروط خروج المرأة

19 صفر 1425 هـ/ 9 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فإنّنا قد رأينا في خطبتنا الأخيرة أهمّ الأسلحة الّتي يقاوِم المسلمون بها المفسدين، وأعظم ما يوقِفُ زحف أدعياء التحرّر من الملحدين، ذلكم هو الحجاب، وما أدراك ما الحجاب ؟ شعارٌ للعفّة والثّواب، واستجابة للعزيز الوهّاب.

وإذا رأيت الهابطات فحوقلي *** وقفي على قمم الجبال وتحجبي 

وقد تبيّن لنا أنّ الحجاب ثلاثة أنواع: قرار في البيت، وحجاب أمام المحارم، وحجاب أمام الأجانب.

وقد تُضطرّ المرأة إلى الخروج كما سبق بيانه، وقد روى البخاري ومسلم عن عائشةَ رضي الله عنها أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ )).

فإذا خرجت فكيف تخرج ؟ فإنّ قرار المرأة في بيتها عزيمة، وإنّ خروجها رخصة، فلا بدّ أن تتوفّر شروط لخروجها، وكان أوّل ما رأيناه: التستّر والتحجّب، بالشّروط الّتي ذكرناها.

- الغارة على الأسرة المسلمة (1) المرأة بين الكرامة والمهانة

خطبة الجمعة ليوم 13 محرّم 1425 هـ الموافق ليوم 5 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] أمّا بعد:

فقد روى البخاري عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: قالت النّساءُ للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ. فوعدهنَّ يوماً لَقِيَهُنَّ فيه، فوعظهنّ، وأمرهنّ.

ومثله ما رواه البخاري ومسلم - واللّفظ له - عن جابرِ بنِ عبد اللهِ رضي الله عنهما قال: شهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم الصّلاةَ يومَ العيدِ، فأمرَ بتقوَى اللهِ، وحثَّ على طاعتِهِ، ووعظَ النّاس وذكّرَهم، ثمّ مضى حتّى أتى النّساءَ، فوعظهنَّ، وذكّرهنَّ، فقال: (( تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ )) ... الحديث.

- الغارة على الأسرة المسلمة (2) تاريخ الغارة على المرأة

28 محرّم 1425 هـ/ 19 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد شرعنا معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات في خوض هيجاءَ ساخنة، وحربٍ طاحنة .. حربٍ ضدّ أدعياء التحرّر والتطوّر، الّذين يريدون إبعاد الدّين عن الحياة بما يفوق كلّ تصوّر .. حربٍ تستوي فيها الضحيّة والسّلاح، فالضحيّة فيها: المرأة المسلمة، والسّلاح فيها: المرأة المسلمة.

ونساؤنا أمام هذه الفتنة العمياء أصناف أربعة:

- الغارة على الأسرة المسلمة (3) كيف نصدّ هذه الغـارة ؟

5 صفر 1425هـ/ 26 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد رأينا معًا في لقائنا الأخير تاريخ المرأة القديم .. رأينا المرأة بين مخالب اللِّئام وتكريم الإسلام .. بين هوان الجاهليّة وعزّة الحنيفيّة .. ممّا يجعلنا ندرك جليّا أنّ ما يسعى إليه دعاة التحرّر ! هو في الحقيقة العودة إلى الجاهليّة الأولى.

يا دُرّةً، حُفِـظـت بالأمـس غاليـةً *** واليوم يبغونـها للّهـو واللّعـب

يا حُـرّةً، قد أرادوا جَعْـلَهـا أمـةً *** غربيّة العقل لكنّ اسمـها عربـي

هل يستـوي من رسـول الله قائـده *** دَوماً، وآخر هاديـه أبو لـهب

أين من كـانت الزّهـراء أُسـوتَـها *** ممّن تقفّت خُطـا حمّـالة الحطب

سَمَّـوا دعـارتهم: حـرّيـةً كـذباً *** باعوا الخلاعة باسم الفنّ والطّرب

هُمُ الذّئاب وأنت الشّـاة فاحترسـي *** من كلّ مفتـرسٍ للعرض مستلب

أختـاه، لستِ بنَبـتٍ لا جـذور له *** ولستِ مقطوعة مجهـولة النّسـب

- الغارة على الأسرة المسلمة (4) الحـجـاب

12 صفر 1425هـ / 2 أفريل 2004م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا الرّابع في هذه السّلسلة المباركة إن شاء الله، نحاول من خلالها الوقوف أمام غزو الغربيّين والمستغربين، وزحف الملحدين والمعاندين.

وكان آخر لقاءٍ معكم قد تضمّن الحديث عن تصحيح كثير من المفاهيم: مكانة المرأة في الإسلام، والمفهوم الصّحيح للعدل، والفوارق بين الرّجل والمرأة. وتبيّن لنا جليّا معنى قول المولى تبارك وتعالى:{وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ منْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} [النساء:32]، فقد نهى الله جلّ جلاله عن مجرّد التمنّي، فكيف بمن أنكر الفوارق بين الرّجل والمرأة ؟!

وإنّ من أهمّ وأعظم وأكبر الفوارق بين الرّجل والمرأة الحـجـاب.. فمبنى المرأة على السّتر وأن تبقى في الخدور، ومبنى الرّجل على البدوّ والظّهور.

ولم تكن هذه القضيّة مثار جدل بين المسلمين على مدى العصور، إلاّ في منتصف القرن الرّابع عشر عند انحلال الدّولة الإسلاميّة إلى دويلات، وتحوّلها إلى لقيمات هزيلات.

فما معنى الحجاب ؟ وما أنواع الحجاب ؟

Previous
التالي

الجمعة 15 ذو الحجة 1432 هـ الموافق لـ: 11 نوفمبر 2011 19:11

- من آداب الطّريق وحقوقه

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

الجمعة 16 ذو الحجّة 1432 هـ/ 11 نوفمبر 2011 م

الخطبة الأولى:[بعد الحمد والثّناء]

فإنّ من أعظم الآيات التي أنزلها الله في كتابه، وضمّنها محكم خطابه، قوله عزّ وجلّ في سورة النّحل:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل:90].

قال ابن مسعود:" هذه أجمع آية في القرآن لخير يمتثل ولشر يجتنب "، كأنّه يقول: إنّه إذا اختلطت عليك الأمور، والتبست عليك الطيّبات بالشّرور، فضعها على هذا الميزان، فإن كان يؤدّي إلى العدل والإحسان فاعلم أنّ الله أمر به، وإن كان فيه إثم وبغي ومنكر فاعلم أنّ الله قد نهى عنه.

وممّا يَلفت النّظر: أنّ الله ذكر هذه الآية في سورة تسمّى سورة النّعم، وأعظم نعمة هي أن تكون مأمورا بالعدل والإحسان، منهيّا عن كلّ ما يُبعد عن الرّحمن.

وإنّ العدل والإحسان قد قرّبه إليك النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في أوجز عبارة، وأناخه ببابك في أحسن إشارة، وذلك فيما رواه البخاري ومسلم عن أبي جحيفة السّوائي أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( أَعْطِ كُلّ ذِي حَقِّ حَقَّهُ )). فحقّ الله على العبيد توحيده وإخلاص العبادة له، وحقّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم تعظيمه وإخلاص المتابعة له، وحقّ القرآن العمل به والدّعوة إليه، وحقّ الخلق الإحسان إليهم واجتناب إيذاءهم.

ولكنّني لن أحدّثكم اليوم عن هذه الحقوق، إنّما سأحدّثكم عن حقّ يكاد أن تذهب به رياح النّسيان، شاب عليه الكبار وشبّ عليه الولدان، ولسان صاحب الحقّ يقول: لو أنّ لي بكم قوّة أو آوي إلى ركن شديد، أليس منكم رجل رشيد !؟

إنّه حقّ الطّريق معاشر المسلمين .. الطّريق الّذي تطرقه أقدام الصّغير والكبير، الغنيّ والفقير، العظيم والحقير، الرجال والنّساء، في كلّ يوم عشرات المرّات، ما هي حقوقه ؟ وما هي آدابه ؟

روى البخاري ومسلم عن أبي سعيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ ! )) فَقَالُوا: مَا لَنَا بُدٌّ، إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا ؟ قَالَ: (( فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجَالِسَ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا )) قَالُوا: " وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ ؟" قَالَ: (( كَفُّ الْأَذَى وَرَدُّ السَّلَامِ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيٌ عَنْ الْمُنْكَرِ، وَغَضُّ الْبَصَرِ )).

ونستفيد من هذا الحديث أمورا كثيرة منها:

1- الفائدة الأولى: رحمة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بأمّته، كما قال تعالى:{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة:128]، هذا الذي يدركه من يعرف النبيَّ محمّدا صلّى الله عليه وسلّم أوّل ما يسمع هذا الحديث، لا أن يرى في الأمر شدّة قساوة، وضياعا للذّة والحلاوة.

لقد حذّرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الجلوس في الطّرقات لأنّه صلّى الله عليه وسلّم يُدرك تماما خطورة تلك المجالس، التي طالما يُرتكب فيها الحماقات، وتُدبّر فيها المؤامرات، وتتردّد فيها الإشاعات، وتُنتهك فيها الحرمات، وهو الذي قد أخذ عهدا على أن لا يدع أمرا يقرّبنا إلى الجنّة إلاّ أمرنا به، وما من أمر يقرّبنا من النّار إلى نهانا عنه..

2- الفائدة الثّانية: أرجو منكم أن تتأمّلوا هذا الحديث جيّدا، ثمّ تقارنوا بين واقع الأمس واليوم، و ستجدون فروقا عدّة أذكر منها ثلاثة فقط:

أ) انظروا أيّها المؤمنون ! انظروا إليه صلّى الله عليه وسلّم وهو ينهى أصحابه رضي الله عنهم، أبرّ النّاس قلوبا وسريرة، وأحسنهم أخلاقا وسيرة، يأتيهم وينهاهم عن الجلوس في الطّرقات، مع أنّ حديثهم كلّه خير وإحسان، وفضيلة وإيمان، فقد جاء في رواية أخرى عند الإمام مسلم عن أبي طلْحَةَ قال: كُنَّا قُعُودًا بِالْأَفْنِيَةِ نَتَحَدَّثُ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم فَقَامَ عَلَيْنَا فَقَالَ: (( مَا لَكُمْ وَلِمَجَالِسِ الصُّعُدَاتِ ؟! اجْتَنِبُوا مَجَالِسَ الصُّعُدَاتِ ! )) فَقُلْنَا: إِنَّمَا قَعَدْنَا لِغَيْرِ مَا بَأْسٍ، قَعَدْنَا نَتَذَاكَرُ، وَنَتَحَدَّثُ ؟ قَالَ: (( إِمَّا لَا فَأَدُّوا حَقَّهَا غَضُّ الْبَصَرِ وَرَدُّ السَّلَامِ وَحُسْنُ الْكَلَامِ )).

ب) أناشدكم الله على أن تسألوا أنفسكم، ما هي الطّرقات التي نهى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أصحابه عن الجلوس فيها ؟

إنّها مدينة وسط صحراء جرداء، أرضها رمال، وحواليك بيوت من طين، ويمرّ بك بين الفينة والأخرى نساء عليهنّ جلابيب سود، صالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله، لا تسمع خلاله مزمار شيطان، ولا نهيق فنّان، مجتمع لم يخلق الله تعالى أطهر منه، في طرقات هذا المجتمع يأتي النّهي الصّريح: (( إِيّاكُم والجُلُوسَ فِي الطُّرُقَاتِ ))..فكيف الأمر في طرقات اليوم ؟!

ج) الفرق الثّالث أنّهم كانوا لا يخافون في الله لومة لائم، فيأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ولهم هيبة ترعب الشجعان، وكان منهم من يفرق منه الشّيطان، فكيف في وقت ذهبت فيه هيبتنا ولم تعد تُسمع فيه كلمتنا.

3- الفائدة الثّالثة: أوّل حقوق الطّريق كفّ الأذى: وهو نوعان:

- الأوّل: كفّ الأذى عن النّاس، وهو من أعظم صدقات النّاس التي ندعو إليها اليوم، كنّا نطالب بالارتقاء إلى شرفات التّضحية، والدّعوة إلى هذا الدّين، ولكنّنا الآن لا نطالب النّاس أن يضحّوا بأموالهم وأنفسهم، ولكنّنا نطالبهم بكفّ أذاهم عن الخلق، فهو من أعظم الصّدقات.

روى الإمام أحمد عن أبي ذرٍّ قال: قلتُ : يا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ ؟ قال: (( إِيمَانٌ باللهِ تعالى، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ )). قلتُ: يا رسولَ اللهِ، فَأَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ: (( أَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا وَأَغْلَاهَا ثَمَنًا )). قَالَ: فَإِنْ لَمْ أَجِدْ ؟ قَالَ: (( تُعِينُ صَانِعًا أَوْ تَصْنَعُ لِأَخْرَقَ )) قَالَ: فَإِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ ؟ قَالَ: (( كُفَّ أَذَاكَ عَنْ النَّاسِ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ تَصَدَّقُ بِهَا عَنْ نَفْسِكَ )).

فكفّ الأذى عن النّاس من أهمّ حقوق الطّريق، فلا تتعرّض لأحد بما يكره، ولا تذكر أحدا من النّاس إلاّ بخير، ولا تهزأ بالمارّة، ولا تسخر من راكب ولا ماشٍ، لا من شيخ أحدب، ولا من عجوز شوهاء، ولا تتُشر بيدك او عينك إلى أحد وإيّاك أن تكون ممّن توعّدهم الله تعالى بقوله:{وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} [الهمزة:1]، الهمزة: الذي يطعن في النّاس باللّسان، واللّمزة الذي يطعن فيهم بالإشارة إليهم بالعين أو باليد، ولا تفعل ما يفعله السّفهاء والأراذل من قول فاحش ونقد لاذع.

تنبيه:

وأغتنم الحديث عن حقّ الطّريق فأنبّه إخواننا الّذين نُشهِد الله على حبّهم، والتشرّف بقربهم، إلى اجتناب أذى النّاس بمراكبهم وسيّاراتهم، فذاك يُعيق طريقا، وذاك يسدّ على الرّجل باب داره أو محلّه، وغير ذلك.

فاعلم أنّ في ذلك مفسدتين اثنتين:

الأولى: أنّ فيه تنفيرا للمسلمين، وقد قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( بَشِّرُوا وَلاَ تُنَفِّرُوا، وَيَسِّرُوا وَلاَ تُعَسِّرُوا )). وعلّمنا ربّنا سبحانه أن نسأله قائلين:{رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا}، فكيف نتحوّل إلى فتنةٍ للّذين آمنوا !

الثّانية: أنّ سدّ الطّريق من محبطات الأعمال، فقد روى أبو داود والإمام أحمد عن معاذ بن أنس الجهنيّ رضي الله عنه قال:

غَزَوْنَا معَ رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم غَزْوَةَ كَذَا وَكَذَا، فَضَيَّقَ النَّاسُ الطَّرِيقَ، فَبَعَثَ النّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم مُنَادِيًا فَنَادَى: (( مَنْ ضَيَّقَ مَنْزِلًا، أَوْ قَطَعَ طَرِيقًا، فَلَا جِهَادَ لَهُ )) [قال الشّيخ الألباني: حسن].

النّوع الثّاني من أنواع كفّ الأذى: إماطته وإزالته من الطّريق، وهو من شعب الإيمان.

فقد روى مسلم عن أبي هريرةَ قال: قالَ رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا: قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا: إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ )).

وهو من الصّدقات المكفّرة للسيّئات، فقد روى أبو داود - وأصل الحديث في مسلم - عن أبي ذرٍّ عن النّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ ابْنِ آدَمَ صَدَقَةٌ: تَسْلِيمُهُ عَلَى مَنْ لَقِيَ صَدَقَةٌ، وَأَمْرُهُ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيُهُ عَنْ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَإِمَاطَتُهُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ ... )).

وهو من أسباب الغفران ودخول الجنان، فقد روى مسلم عن أبي هريرةَ رضي الله عنه عن النّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ )).

وروى مسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( عُرِضَتْ عَلَيَّ أَعْمَالُ أُمَّتِي حَسَنُهَا وَسَيِّئُهَا فَوَجَدْتُ فِي مَحَاسِنِ أَعْمَالِهَا الْأَذَى يُمَاطُ عَنْ الطَّرِيقِ وَوَجَدْتُ فِي مَسَاوِي أَعْمَالِهَا النُّخَاعَةَ تَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ لَا تُدْفَنُ )). فعلّق النّجاة بكفّ الأذى وعلّق السّوء برؤية الأذى ولا يميطه.

وروى مسلم أيضا عن أَبِي بَرْزَةَ قَالَ: قلْتُ يا نبِيَّ اللهِ، عَلِّمْنِي شَيْئًا أَنْتَفِعُ بِهِ، قال: (( اعْزِلْ الْأَذَى عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ )).

ومن لم يُمِط وينفعْ، فعليه على الأقلّ ألاّ يضرّ ! وإنّ الأحاديث طافحة في ترتيب العقوبة على أذى المؤمنين في طرقاتهم، ومنها: (( مَنْ آذَى المُسْلِمِينَ فِي طُرُقِهِمْ وَجَبَتْ عَلَيْهِ لَعْنَتُهُمْ )).

4- الفائدة الرّابعة: ردّ السّلام.

فإفشاء السّلام سنّة مستحبّة، أدب كريم يتخلّق به أبناء الإسلام، وحقّ يحفظونه لإخوانهم، يغرس المحبّة ويزرع الألفة، ويغسل الأحقاد، ويزيل الأمراض، ويستجلب مغفرة الله ورضوانه، ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ )).

وأدب السلام أن يسلّم الصّغير على الكبير، والقائم على القاعد، والرّاكب على الماشي.

وأن يكون على من تعرف وعلى من لا تعرف، فقد روى البخاري عن عبدِ اللهِ بنِ عمْرٍو رضي الله عنهما أنّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم: أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ ؟ قالَ: (( تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ )) وإنّه من علامات قرب السّاعة ان يكون السّلام على المعرفة.

أمّا ردّ السّلام فهو واجب وفرض على الكفاية، كما قال تعالى:{وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً} [النساء:86].

الخطبة الثّانية:

الحمد لله ربّ العالمين، والعاقبة للمتّقين، ولا عُدوان إلاّ على الظّالمين، أمّا بعد:

فالفائدة الخامسة: أنّ من حقوق الطّريق: الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر.

وهذه هي المصيبة التي عمّت وطمّت، نرى المنكر بأعيننا، ونسمعه بآذاننا، ولا ننكره، ونسينا ما حفظناه ونحن صغار، فكبرنا ولم يكبر معنا قولُ المصطفى صلّى الله عليه وسلّم: (( مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ )). [رواه مسلم عن أبي سعيد].

والتّغيير باليد لوليّ الأمر، كلّ بحسبه، فوليّ الصبيّ له أن يغيّر المنكر بيده، ووليّ المرأة كذلك، والوليّ العامّ على المسلمين.

والتّغيير باللّسان لمن كان له علم وحلم.

فمن عجز عن ذلك فلينصرف وليدع الطّريق، وذلك أضعف الإيمان، ولكنّه من الإيمان.

قال تعالى:{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً} [النساء:140].

أمّا أن يظلّ قابعا في مكانه، مضيّعا لإيمانه، فهذا ليس من خلال أهل الإيمان.

فلا تتعجّبوا من نزول البلاء، وعدم ارتفاع الدّعاء إلى ربّ الأرض والسّماء، فقد روى التّرمذي وغيره عن حذيفةَ بنِ اليَمَانِ رضي الله عنه عن النّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنْ الْمُنْكَرِ، أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ، ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ )).

تنبيه آخر: وهنا لا بدّ أن أذكّر الإخوان والآباء، والجمعيّات ولجان الأحياء إلى ضرورة النّهوض بهذا الواجب، وكتابة عرائض احتجاجيّة، يرفعونها للسّلطات، عليها توقيعات المواطنين والمواطنات، وذلك للصدّ من مظاهر الانحراف، وما يُخلّ بالأمن في الطّرقات.

فقد علت الأصوات، وبُحّت الحناجر، من ظاهرة قطّاع الطّرق بالسّيوف والخناجر، ولكن لا ينفع الكلام ولا النّواح، ولا العويل ولا الصّياح، بل لا بدّ من أن الأحياء جميعهم برفع هذا الأمر للسّلطات.

وإنّ الله قد توعّد هؤلاء فسمّاهم محاربين، فقال:{إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [المائدة: 33].

روى الطّبريّ عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال في تفسيره للآية:" المعنى: ( أنْ يُقَتَّلوا ) إن قتلوا، ( أو يصلّبوا ) مع القتل إن قتلوا وأخذوا المال، ( أو تقطّع أيديهم وأرجلهم من خلاف ) إن اقتصروا على أخذ المال، ( أو ينفوا من الأرض ) إن أرعَبوا ولم يأخذوا شيئا ولم يقتلوا ".

الفائدة السّادسة: فمن حقوق وآداب الطّريق، غضّ البصر.

{قُلْ لّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَـارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور:30].

ففتنة النّساء فتنة عمياء، لا يكاد يسلم من أذاها، ولا ينجو من خطرها إلاّ من عصمه الله، طوفان لا ينجو منه أحد: {لاَ عَاصِمَ اليَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ}.

وفي صحيح البخاري عن أسامةَ بنِ زيدٍ رضي الله عنهما عن النّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قالَ: (( مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاء )).

وفي صحيح مسلم عن أبي سعيدٍ الخدْرِيِّ عن النّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( اتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ )).

وقال ابن عباس رضي الله عنهما: إنه لم يكن كفر من مضى إلا من قبل النساء.

وعن سعيد بن المسيب قال: ما أيس الشيطان من أحد قط إلا أتاه من قبل النساء.

بلاء ابتلينا به، ومحنة أذهلت العقول، وصهرت أفئدة الرجال الفحول، وتلاشى معها إيمان كثير من المسلمين، وصرفت قلوب آخرين عن البر والتقوى.

وفي الصحيحين من حديث أَبي هريرةَ عن النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم: (( إِنَّ اللهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنْ الزِّنَا، أَدْرَكَ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ، فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ )).

فإنّ النّظر بريد الزنا، قال الشاعر:

كلّ الحــوادث مبدأها من النظر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر

كم نظرة فتكت  في قلب  صاحبها *** فتك السّهام  بـلا قوس ولا وتر

والعبــد ما دام ذا عيـن يقلبها *** في أعين الغير موقوف على الخطر

يسر ناظـــره ما ضـرّ خاطره *** لا مرحبا بسرور عاد بالضــرر

فتذكّروا قول الله تعالى:{يَعْلَمُ خَائِنَةَ الاْعْيُنِ وَمَا تُخْفِى الصُّدُورُ}[غافر:19].

قال ابن عباس:" هو الرجل ينظر إلى المرأة فإذا نظر إليه أصحابه غضّ بصره, فإذا رأى منهم غفلة تدسس بالنظر ".

وقال مجاهد: هي مسارقة نظر الأعين إلى ما نهى الله عنه.

فلا تجعل الله أهونَ النّاظرين إليك.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه؛ إنّه هو الغفور الرّحيم.

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.